
أقر المجلس البلدي لمدينة برشلونة الإسبانية، أمس الأربعاء، اقتراحا قدمته الأحزاب اليسارية وعمدة المدينة آدا كولاو، لتعليق العلاقات المؤسسية مع نظام الفصل العنصري الصهيوني، ردا على انتهاكاته لحقوق الإنسان بفلسطين، حيث طالب بضرورة امتثال الاحتلال الكامل للالتزامات التي يفرضها عليه القانون الدولي ومختلف قرارات الأمم المتحدة.
وذكرت مصادر إعلامية أن مجلس مدينة برشلونة أصدر مرسوما بتعليق المدينة للعلاقات مع الكيان الصهيوني وجميع مؤسساته، حيث أبلغت رئيسة البلدية هذا القرار لسلطات الاحتلال.
وأعلنت رئيسة البلدية، آدا كولاو، في مؤتمر صحافي عقدته مساء أمس الأربعاء، عن القرار الذي جاء استجابة لعريضة وقع عليها آلاف المواطنين, ودعمتها 108 كيانات بينها نقابات عمالية في برشلونة، طالبت بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني، بسبب جرائم الاحتلال.
وطالبت آدا كولاو بضرورة وضع السلطات الصهيونية حدا للانتهاك الممنهج لحقوق الإنسان ضد الفلسطينيين، والامتثال الكامل للالتزامات التي يفرضها القانون الدولي والقرارات المختلفة الصادرة عن مجلس الأمن والأمم المتحدة.
وأكدت الرسالة التي بعثت بها عمدة المدينة إلى السلطات الصهيونية، على أن الاحتلال يتعارض مع القانون الدولي، وأن سياسات مثل ضم الأراضي وتعزيز المستوطنات و انتهاك حقوق السكان الفلسطينيين، تنتهك اتفاقية جنيف و قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 242 الصادر عام 1967.
وجاء في نص العريضة أن الاحتلال “يرتكب جرائم متواصلة بحق الشعب الفلسطيني، وقتل آلاف الفلسطينيين بما يشمل مئات الأطفال، في سبيل تعزيز مشروع التطهير العرقي للفلسطينيين ونظام الأبارتايد”.
وشددت عمدة المدينة الاسبانية على ان “حقبة جديدة من الإفلات من العقاب تجبرنا على اتخاذ إجراءات, لا يمكننا أن نبقى ساكنين في مواجهة انتهاك القانون الدولي”، مشيرة إلى مكانة المدن في “بناء السلام والدفاع عن حقوق الإنسان”.
إعلان التعليق جاء بعد لقاء عمدة المدينة مع ممثلي مبادرة المواطنين ببرشلونة ضد نظام الفصل العنصري والتي جمعت أكثر من 4000 توقيع في عملية تشاركية روجت لها مائة هيئة وجمعية طالبت بإنهاء العلاقات مع الكيان الصهيوني.
وحيت اللجنة الوطنية الفلسطينية للمقاطعة، أكبر تحالف فلسطيني يقود حركة المقاطعة من أجل الحرية والعدالة والمساواة، رئيس بلدية برشلونة، آدا كولاو، والمجموعات الشعبية التي ساعدت في إنهاء الروابط المؤسسية مع نظام الفصل العنصري في الكيان الصهيوني.
هذا وأوردت نفس اللجنة أن “هذه الخطوة تذكرنا بمجالس المدينة التاريخية والشجاعة التي كانت رائدة في قطع الروابط مع نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا”داعية المؤسسات في جميع أنحاء العالم إلى اتباع خطى برشلونة وإنهاء مشاركتها في استمرار الجرائم الصهيونية ضد الإنسانية، مشيرة إلى أن الكيان الصهيوني في ظل إدارته الحالية الأكثر يمينية وعنصرية “أصبحت مساءلته مطلوبة أكثر من أي وقت مضى لإنهاء إفلاته من العقاب”.